ارتبطت نشأة الجمعيات التعاونية باعتبارها الوسيلة الفضلى لبلوغ الهدف في زمن الازمات الاقتصادية والاجتماعية ، ويجمع الباحثون في مجال التعاون على أن عام 1844 يعتبر هو نقطة التحول في تاريخ الحركة التعاونية العالمية حيث ُأسست أول جمعية تعاونية ناجحة في العالم وهي (جمعية رواد روتشديل التعاونية) في مقاطعة لانكشاير بإنجلترا، حيث عانت البلاد آنذاك من اثار الحروب النابليونية التي استمرت على مدار (15) عام  في أعقاب الثورة الصناعية بأوروبا وما صاحبها من ظروف مأساوية خاصة بالنسبة للمزارعين وانتشار البطالة وتدني مستوى الأجور والمعيشة وظهور العلل الاجتماعية الخطيرة وقد كانت مشاريع توطين البادية عام 1330هـ هي نواة التعاون الأولى في المملكة وصدر أول نظام للتعاونيات عام 1382 هـ فتم إيجاد الحلول لازمات القطاع الزراعي في زمن اتسم بصغر الحيازات الزراعية وشح الأمطار وانخفاض منسوب المياه ومحدودية الآلات الزراعية وندرة المهندسين والكوادر الزراعية المدربة وعدم توافر مصادر دعم وتمويل العمل الزراعي مع تضاعف عدد المستوطنات الصغيرة إثر إنشاء الهجر بصورة مطردة وقد تضاعف عدد السكان منهم 68% عمالة زراعية ، ويبلغ عدد الجمعيات التعاونية بالمملكة حاليا 218 جمعية منهم 51 جمعية زراعية و 145 جمعية متعددة تزاول النشاط الزراعي و 22 جمعية متخصصة كما تبلغ عدد الجمعيات تحت التأسيس 226 جمعية .

ولم تكن المدينة المنورة بمنأى عن هذا الواقع فقد أنشأ المزارعين بالمدينة الهيئة الزراعية الأهلية عام 1347 هـ‍ لتكون مرجعًا لجميع من يمارسون الزراعة في المدينة المنورة وعندما خصصت الحكومة عام 1376هـ قبل انشاء وزارة الزراعة مبلغ (800) ألف ريال للمزارعين بالمدينة المنورة رأى المزارعون شراء حفارات ارتوازية لحفر الآبار وحفرت أول بئر ارتوازية في 16/5/1377هـ بنظام تعاوني بالمدينة المنورة بإشراف هيئة حفر الآبار الأهلية ، وفور صدور نظام الجمعيات التعاونية اجتمع مزارعي المدينة المنورة في 18رجب 1382 هـ واجمعوا على تأسيس الجمعية التعاونية متعددة الأغراض وقد بلغ عدد المساهمين (62) والأسهم (2166 سهم) برأس مال (21660 ريالاً) وتزايد عدد المساهمين بالجمعية ليصل الى (1062 مساهم) كما تجاوز عدد المستفيدين من خدماتها كثر من (12000) مستفيد ، وتطور نشاط الجمعية وفقا لاحتياجات كل مرحلة من مراحل تنمية القطاع الزراعي فتنوعت خدماتها واتسع نطاقها الجغرافي ، وبلغت جملة الأرباح الموزعة على مساهمي الجمعية 16,268,985ريال .

المرحلة الأولى (1382:1395)
الإرشاد الزراعي والميكنة الزراعية

المرحلة الثانية (1395: 1400)

المحسنات الزراعية ورفع كفاءة الإنتاج

المرحلة الثالثة (1400-1405)

نشأة المشاريع الزراعية المتخصصة

المرحلة الرابعة (1405-1410)

ترشيد الإنفاق وتحسين أساليب الإدارة والتشغيل وإنشاء مبني الجمعية والمرافق الملحقة

المرحلة الخامسة (1411-1415)

بناء قواعد المعلومات وتفعيل دور الأعضاء واستمرار برامج الإرشاد الزراعي وتوفير البذور

المرحلة السادسة (1416-1420)

إتاحة الفرصة لانضمام أساتذة الجامعات والمهندسين ورجال الأعمال ليساهموا في إعداد الدراسات والبرامج واتخاذ القرارات لتحسين الأوضاع المالية وتحقيق أرباح سنوية للمساهمين.

المرحلة السابعة (1421-1425)

الصناعات المرتبطة بالقطاع الزراعي والاستثمارات العقارية والمالية

المرحلة الثامنة (1426-1430)

التسويق والمهرجانات الزراعية ودراسات واقع القطاع الزراعي وتفعيل بند الخدمات الاجتماعية

المرحلة التاسعة (1431-1435)

خدمات العمالة الزراعية وتسويق الأعلاف ومشروعات دعم الأسر المنتجة وخدمات البيئة الزراعية وقضايا المياه والتسويق الزراعي وعوائق التمويل الزراعي لصغار المزارعين

المرحلة العاشرة (1436-1440)

الأنشطة السابقة يضاف لها إدارة وتشغيل المزارع والمقاولات الزراعية وتقنية المعلومات والإرشاد الزراعي ورياض الأطفال والقطاع الاستهلاكي وتسويق المنتجات الزراعية الصحية

وجه صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة الجمعية والجهات المعنية بإنشاء مدينة للتمور على غرار مدينة التمور بالقصيم والأحساء أين وصل العمل بالمشروع ومتى سيرى النور؟

في ظل اهتمام صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة فقد وجه سموه الكريم الجمعية والجهات المعنية عام 1432هـ لإعداد الدراسات الخاصة بإنشاء مدينة للتمور تتناسب ومكانة المدينة المنورة تتوفر فيها الثلاجات والمستودعات ومعامل التعبئة والتغليف والحراج اليومي ومعارض التسويق وتكون نموذجاً يحتذى به في عمليات تصنيع وتعبئة وتغليف التمور وتساعد في الانفتاح على الاسواق الدولية ، وقد أنهت اللجنة المشكلة كافة الدراسات الخاصة بالمشروع وسبل تمويله واختارت الموقع واعتمدت من كافة الجهات المشاركة (هيئة تطوير المدينة – وزارة الزراعة – وزارة التجارة – الغرفة التجارية بالمدينة- الجمعية التعاونية متعددة الاغراض بالمدينة – ممثل الأمانة) ووجه سموه الأمانة لتسليم الموقع للجمعية وفق الضوابط المحددة من وزارة الشئون البلدية والقروية واعدت الجمعية الية يكون السوق بموجبها تعاوني ينتفع بأرباحه ومنافعة كل سكان المدينة  ولازال المشروع حبيساً واكدوا اجزم ان منتجي التمور بالمدينة المنورة ايتاماً يتطلعون لولي الامر ان يشملهم بالحزم والعزم كما شمل اهل القصيم والاحساء.

دور الجمعية في معالجة قضايا التسويق الزراعي الملحة بمنطقة المدينة المنورة

بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة عقدت الجمعية ورشة عمل ناقشت خلالها قضايا القطاع الزراعي عرضت نتائجها بملتقى لمزارعي منطقة المدينة المنورة وبعرض النتائج على سمو أمير المنطقة وجه سموه الكريم أمانة منطقة المدينة المنورة بتنفيذ: -
- ضوابط مبيعات الرطب بما يضمن استلام المزارعين قيمة مبيعاتهم من الرطب والتمور بما لا يتجاوز شهر من تاريخ بيعها نظرا لما يعانيه المزارعين حاليا من تأخر سداد مستحقاتهم لمدد تتجاوز العام الكامل.
- ضمان الا تتجاوز نسبة الدلالة 5 % المقررة نظاماً واخذ التعهد على الدلالين لسداد مستحقات المزارعين وتطبيق العقوبات بحق المخالف لعدم الأضرار بالمزارعين بما في ذلك سحب تراخيص الدلالين المخالفين.
- توفير ساحة مناسبة بسوق الخضار لتمارس الجمعية التعاونية متعددة الأغراض بالمدينة المنورة تسويق تمور المزارعين والسماح لمن لدية الرغبة بالعمل كدلال تمور ومنحه التصريح اللازم لكسر احتكار الدلالة القائم حالياً.
- الحد من سيطرة العمالة الوافدة على القطاع الزراعي عموما والتمور بصفة خاصة وتكليف لجنة السعودة ولجنة مكافحة التستر والجهات الأمنية وإلزام الدلالين بإبرام عقود البيع مع المزارعين تحدد نسبة الدلالة وموعد السداد وتمكين مأموري ضبط التستر من مزاولة اختصاصهم للتعرف على البائعين والمشترين وضمان أن يكون البيع على سعوديين.
 

مع اقتراب موسم الصيف وحاجة المزارعين للمياه المعالجة ثلاثيا لاستخدامها في عمليات الري هل هذه المياه أمنه في عمليات الزراعة وما هي جهود الجمعية في هذا المجال؟

مياه الصرف المعالجة مياه امنة لسقيا الأشجار والنخيل والأعلاف ويمنع استخدامها في زراعة الخضروات والفواكه وهناك لجنة من الجهات المعنية تتابع ضمان عدم استخدامها في غير الأغراض المخصصة لها وفي سبيل دعم المزارعين قامت الجمعية بتنظيم ندوة بعنوان (مجرى وادي الغاب – المشاكل والحلول) لمناقشة طلبات المزارعين بمنطقة وادي الغاب خلصت الى تحديد أسباب تجمع المياه وركودها وعدم استفادة المزارع الواقعة على طول المجرى منها وحصر المشاكل البيئية الناجمة عن بحيرات تجمع المياه الراكدة واهمها تلوث الوادي بالنفايات وتناثر جثث الحيوانات النافقة وانتشار بيض ويرقات حشرات كثيرة ناقلة للأمراض الخطيرة.  ولتعذر قيام الجهات المعنية بدورها وجه صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الجمعية التعاونية بالمدينة بأعمال الحفر والتسليك تحت اشراف ادارة الأودية والسيول بأمانة المنطقة وقد حصلت الجمعية على شكر وتقدير صاحب السمو الملكي أمير منطقة المدينة المنورة ومعالي وزير الزراعة وثناء ممثلي منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (الفاو).

تبادل مزارعو المدينة المنورة ومسؤولو صندوق التنمية الزراعية الاتهامات لانخفاض نسبة القروض التي يحصل عليها المزارعون فما هي طبيعة المشكلة؟

أكدت ورش العمل والملتقيات أن العوائق التي حالت دون استفادة القطاع الزراعي بمنطقة المدينة المنورة من القروض التي قدمها صندوق التنمية الزراعي يرجع لعدم تمكن المزارعين من الحصول على صكوك شرعية فقد بلغ عدد الحيازات الزراعية أكثر من 16000 حيازة لا يتجاوز المستخرج لها صكوك 30 % منها وهو ما ادى لامتناع الصندوق عن اعتماد سبل اقراص مزارعي المدينة وقد صدر حديثاً موافقة سعادة مدير عام صندوق التنمية الزراعية على الإقراض بالوثائق المؤقتة على مستوى فروع المملكة.

هناك بعض الجمعيات التعاونية نجحت بشكل مميز في نظركم-ما هي أهم عوامل نجاحها وعلى الجانب الآخر هناك جمعيات لم يحالفها النجاح... ماهي الأسباب؟

يرتبط نجاح الجمعيات التعاونية بعوامل داخلية وخارجية من بينها أن يأتي على رأس التعاونيات مدراء متمرسون نشيطون لديهم ما يحفزهم على العمل الفعال وأن تعمل الجمعية كمؤسسة اقتصادية عازمة على النجاح في سوق تسودها المنافسة الحرة بمرونة وقدرة على التكيف مع الظروف الاقتصادية ومع أحوال السوق وأن تحقق فوائد واضحة وملموسة (اقتصادية واجتماعية) للأعضاء والمجتمع المحلي أما في إطار العوامل الخارجية فتتأثر الجمعيات بتفاوت فهم الإدارات الحكومية التنفيذية لمفهوم العمل التعاوني وحماسها لخدمة مناطقها من خلال تنفيذ الأوامر السامية وقرارات مجلس الوزراء المتضمنة دعم الجمعيات التعاونية وتخصيص أراض مناسبة بأجور رمزية لمزاولة أنشطتها وتسهيل إجراءات حصولها على التراخيص.

أثيرت قبل فترة أحاديث كثيرة متعلقة بجودة تمور المدينة المنورة فما هي جهود الجمعية في هذا الشأن؟

تمور المدينة المنورة ولله الحمد جودتها عالية وجميع تجار المدينة حريصون على سمعتها ونجحت الجمعية بالتنسيق مع المديرية العامة للزراعة بالمدينة المنورة في احتوائها ما اثير ولضمان عدم تكراره قامت الجمعية بتسجيل علامة تجارية لدى وزارة التجارة لوضعها على التمور المنتجة بالمدينة المنورة بعد التأكد من جودتها وتم الاتفاق المبدئي مع نما المنورة لوضع علامة (غراس المدينة) على كافة المنتجات الزراعية وستتولى الجمعية الجهود التنفيذية لوضع العلامة ونحن في مراحل اعتماد مذكرة تفاهم حول ذلك.

بعد نجاح الجمعية وحصول المساهمين على أرباح سنوية طالب المساهمين بزيادة أسهمهم ورغب المستفيدين من خدماتها الانضمام للعضوية فما شروط الانضمام للجمعية؟

حرصت الجمعية منذ نشأتها على أداء الخدمات لمنسوبيها والمستفيدين من خدماتها وفي إطار التحول من الرعوية الى التنموية وبناء على الطلب المتزايد من المساهمين وراغبي العضوية فقد رأت الجمعية العمومية اتاحة الفرصة للمساهمين الحاليين لزيادة أسهمهم بنفس قيمة السهم الاسمية (10) ريال للسهم بما لا يقل عن 300 سهم ولا يزيد عن 1000 سهم اما بالنسبة للمساهمين الجدد فتقبل مساهماتهم بقيمة 10 ريال يضاف لها علاوة اصدار 30 ريال للسهم على الا يقل عدد الأسهم عن 300 سهم ولا يزيد عن 1000 سهم ويمكن الاطلاع على شروط العضوية على الموقع الالكتروني للجمعية https://mcs.org.sa

المشروعات الحالية بالجمعية

- خدمات العمالة الزراعية
- المقاولات والإنشاءات الزراعية
- صناعة وسائل الري الحديثة    
- تقنية المعلومات التعاونية والزراعية
- حاضنة أعمال الأسر المنتجة    
- بيع وتسويق منتجات الصوامع
- خدمات الإرشاد الزراعي    
- مركز معالجة فسائل النخيل
- رياض الأطفال النموذجية    
- التسويق الزراعي    
- الزراعات المحمية والخضار الصحية
- استيراد وتسويق السلع الاستهلاكية